حوار- بسام عبد السميع

قال المهندس ياسر زغلول الرئيس التنفيذي شركة الجرافات البحرية الوطنية، إن الشركة بدأت في الأعمال التحضيرية لمشروع محطة الحاويات الثانية في ميناء خليفة، والذي فازت به الشهر الماضي بعد منافسة مع عدة شركات عالمية، ويخص عقد الأعمال البحرية محطة الحاويات الثانية، ويتطلب إنشاء رصيف بطول 3 كيلومترات وتعميق القناة الرئيسة للميناء والأحواض.
وأضاف زغلول في حوار مع «الاتحاد»: أن الشركة حافظت على الاستمرار بأعمالها التشغيلية لتكون الشريك الأفضل في الأسواق التي تعمل بها، وتتخطى كافة العقبات التي واجهت القطاع خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك نتيجة للدبلوماسية الاقتصادية الإماراتية والتي ساعدت الشركة على الانتشار والتوسع .
وأفاد «استطاعت شركة الجرافات خلال السنوات الخمس الماضية، القيام بعملية إعادة تقييم للأعمال والهيكلة والكلفة، ما ساهم في تعزيز عملها خلال هذه السنوات التي وصفت بـ «الصعبة» في تاريخ أعمال القطاع عالمياً، مشيراً إلى أن الشركة واجهت أكبر تحدٍ في تاريخها بإنجاز الممر الملاحي الجديد لقناة السويس المصرية والذي شكل فرصة للتفوق وإيجاد الحلول وإثبات القدرات الإماراتية العالمية.
وتوقع أن يشهد العام المقبل مضاعفة في أعمال الشركة نتيجة للتوجه للحصول على عمليات بقيم كبيرة، مشيراً إلى أن الشركة لديها مكاتب في دول الخليج والهند ومصر والمالديف.
وقال زغلول: «إن القطاع لا يزال يعيش آثار الأزمة المالية العالمية، وهو ما انعكس على تأخر الشركات في الدخول إلى الأعمال بشكل مباشر وسريع، نتيجة للتروي ودراسة المخاطر الجيوسياسية والتوقعات المستقبلية»، بالمقابل استطاعت الشركة إنجاز عدد من الحلول البديلة للتعامل مع التراجع في السوق العالمي من خلال إيجاد نظام لخفض التكاليف مع كفاءة التشغيل.
ونوه زغلول إلى أن الشركة استطاعت- رغم حداثتها- مقارنة بالشركات العالمية التي تأسست منذ أكثر من 100 عام، أن تنافس بقوة على المراكز الأولى عالمياً في تقديم كافة الأعمال المتعلقة ببناء الموانئ والردم والجرف، فيما تقوم الشركات الأخرى بجزء من هذه الأعمال.
وأفاد، بأن القطاع يعتبر إحدى دعائم الملاحة الدولية عبر شق وتطوير الطرق والمضائق البحرية، وتطوير وصيانة الموانئ، وبناء الجزر الاصطناعية الضرورية لقطاع النفط والغاز والتطوير العقاري لمشروعات الواجهات المائية.


وأوضح الرئيس التنفيذي للجرافات البحرية أن الشركة تعمل ضمن استراتيجية الإمارات لبناء اقتصاد مستدام ومواكبة التغيرات وتوفير فرص عمل وتأهيل كوادر وطنية.
وأكد سعي الشركة لدفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين المعيشة عبر مشاريعها المعززة للبنية التحتية للاقتصاد، من خلال عدد من المشاريع الضخمة التي نفذتها الشركة في الإمارات وخارجها، وفي مقدمتها مشروع إنشاء أربع جزر بحرية صناعية كاملة لإنتاج البترول في حقل زاكوم العلوي، مشروع قناة مصفح الملاحية بطول 65 كيلو متراً، وتطوير كورنيش أبوظبي، وتوسعة ميناء خليفة والممر الملاحي الجديد لقناة السويس، ومشروع جزر المالديف، وإنشاء منطقة سكنية كبيرة في البحرين.
وذكر زغلول أن السوق المصري يعد من أهم الأسواق للشركة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث استطاعت الشركة إنجاز قناة السويس الجديدة، ولديها 7 مشاريع كبرى منها بحيرة المنزلة والإسكندرية وميناء دمياط، وتتضمن أعمال الشركة عمليات ردم وصيانة للموانئ البحرية.
وأوضح أن الشركات العالمية التي تسبق الجرافات في قائمة الترتيب لا تقوم بأعمال متكاملة للموانئ إلا من خلال الشراكة مع شركات أخرى، خلافاً للجرافات البحرية، كما قامت بتطوير أسطولها لتستطيع الدخول في فرص استثمارية جديدة في أفريقيا وآسيا وبعض البلدان الأوروبية.
وتابع زغلول: «أثبتت الإمارات من خلال دعمها لمشروع حفر قناة السويس الجديدة أنها لا تدخر وسعاً في الوقوف إلى جانب مصر ودعمها، لافتاً إلى أن الجرافات البحرية الوطنية وكل الشركاء في تحالف التحدي يفخرون بإتمام مشروع قناة السويس الجديدة قبل الوقت المحدد». وقال: «نفذنا أكبر عملية تكريك في التاريخ، وتمكنا من تحقيق منجزات غير مسبوقة في مجال الجرف خلال مشروع قناة السويس»، موضحاً أن أكبر كمية إنتاج من الجرف يتم تحقيقها على مستوى العالم في مشروع مماثل تقدر بحوالي 8 ملايين متر مكعب شهرياً، بينما قاربت كميات الإنتاج لبعض الأشهر ضمن هذا المشروع 40 مليون متر مكعب». وأضافت الشركة مؤخراً إلى أسطولها «أرزنة» وهي أحدث كراكة ماصة حاملة تم انضمامها مؤخراً لأسطول شركة الجرافات البحرية الإماراتية، ويبلغ طول الكراكة 109 أمتار وعرضها 25 متراً وغاطسها 7.3 متر، وتبلغ طاقة التحميل 6000 متر مكعب ببئر الكراكة، ويصل أقصى عمق للتجريف 35 متراً، وتبلغ سرعتها 14 عقدة وتعمل حالياً بالسوق المصري.